تعتبر عملية التثقيف الدوائي بالرد على استفسارات المرضى من أساسيات الرعاية الصيدلانية ولقد أُثبت ذلك بالوثائق واتفقت عليه كُبرى الهيئات الصيدلانية التي تطبق أعلى المعايير في مزاولة المهنة.وهذا لكون الصيدلي قادر على الإسهام بالحصول على نتائج إيجابية من خلال تعليم المرضى والرد على استشاراتهم
مما يشجعهم على إتباع خطة العلاج الموصوفة. كما يُمكن أن يقدم هذه الخدمة للمرضى بإشكال أخرى مثل المحاضرات التثقيفية أو اللقاءات المباشرة وهذا يُطبق عادة على فئات من المرضى المصابين بإمراض مزمنة كمرضى السكري أو الربو أو السرطان وغيرها
أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا أن الشخص الأكثر ثقة في المجتمع والذي يطلع ويحافظ على أسرار المراجعين هو الصيدلي, مقارنة مع المهن الأخرى كافة وذلك لسهولة الوصول إليه واستشارته، إضافة إلى المعلومات المفيدة التي يستطيع تزويدها لمن يتعاملون معه،
إلا أن هناك سؤالين في غاية الأهمية وهما: هل يشعر الصيدلي بالرضا عن أداء مهنته، وهل يشعر المريض بالرضا عن علاقته بالصيدلي؟ إن العديد من أفراد المجتمع يلجئون إلى زيارة الصيدلي دون الطبيب ليس لأنه بائع أدوية بل لأنه صاحب خبرة ودراية في الأدوية خاصة.
إذا كانت النفوس قد جُبلت على حبّ من أحسن إليها وأظهر اهتمامه بها، فإنّ هذه المحبّة تتعاظم في أحوال الضعف البشري، حين يلزم المرء الفراش، وتصيبه العلل، وتنهكه الأدوية، عندها يكون للزيارة أثرٌ بالغٌ ومدلولٌ عميقٌ على مدى التعاطف والمواساة التي يقدّمها الزائر لمريضه، مما يسهم في تقوية الروابط بينهما وسيكون لها الأثر البالغ كونهـا أتت من أشخاص لهم ارتباط مباشر بالمجال الصحي. لهذا السبب حرص النبي –صلى الله عليه وسلم– على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم، بل جعل ذلك من حقوق المسلمين المكفولة في الشرع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( حق المسلم على المسلم خمس – وذكر منها – عيادة المريض)
لقد شهدت العقود الماضية تغيراً جذرياً في أنماط الأمراض وانتشارها بين أفراد المجتمع من الأمراض المعدية، إلى الأمراض المزمنة لاسيما الأمراض التي يعبر عنها بأمراض النمط المعيشي كأمراض الضغط والسكري وكثير من هذه الأمراض إنما هي نتيجة لسلوك خاطئ بالمراحل المبكرة ومن هنا فإن الوعي الصحي المدرسي ,هو حجر الزاوية للوقاية من هذه الأمراض بل هو أول مناشط تعزيز الصحة فمن خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وبناء التوجهات وتغيير السلوكيات الصحية.